سلط الأستاذ محمد أشين الضوء على تفاصيل الهدنة في غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وأشار إلى الفارق الكبير بين معاملة الأسرى لدى الطرفين، كاشفاً همجية الاحتلال وحضارية المقاومة رغم الظروف القاسية، وختم بتأكيد أن الظلم لا يدوم وأن النصر حليف من يؤمن بالله وينصر دينه.
كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:
رغم كل التعنت والمماطلات والخدع والألاعيب التي قام بها الكيان الصهيوني المحتل، دخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ.
ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ، تم تنفيذ أول عملية لتبادل الأسرى.
حيث تم إطلاق سراح 90 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 3 أسيرات من الجنود الإسرائيليين.
لا يحتاج الأمر إلى كثير من الكلام أو الأدلة لفهم من هو المحق ومن هو المخطئ، من هو الظالم ومن هو المظلوم. يكفي النظر إلى المشاهد التي رافقت إطلاق سراح الأسرى والمعاملة التي تلقوها.
فالمقاومة، رغم تعرضها لأشد أنواع القصف على مدار 16 شهرًا، اضطرت إلى المحافظة على الأسرى والعناية بهم. وإذا كان قد حدث أي تقصير أو إهمال في هذا الجانب، فهو مبرر في ظل الظروف القاسية.
ومع ذلك، كانت الحالة الصحية والبدنية والمعنوية للأسرى الإسرائيليين جيدة جدًا، حيث تم العناية بهم أفضل حتى من عائلاتهم وأطفالهم. وقد تم تسليم الأسرى للصليب الأحمر في الوقت المحدد.
أما الكيان المحتل الذي يُفترض أنه "دولة" ويمتلك كل الإمكانيات والموارد العالمية، فقد فعل العكس تمامًا ولم يفاجئنا بذلك.
كانت الحالة الجسدية والنفسية للأسرى الفلسطينيين الذين كان يحتجزهم لا يمكن وصفها بالكلمات. لم يتردد في استخدام كل أنواع التعذيب والاضطهاد لضمان إنهاكهم ونهايتهم.
تأخر لساعات طويلة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض أن يطلق سراحهم في وقت أبكر، بل حول ذلك إلى نوع من التعذيب بحد ذاته.
يجب أن ندرك أن الكيان الصهيوني المحتل ليس مجرد خطر على فلسطين والمسلمين، بل هو مصيبة وبلاء على الإنسانية جمعاء.
حتى قبل ساعات من الهدنة، استمر في قصفه. ورغم توقيعه على اتفاقية الهدنة، لم يتوقف عن التهديد والابتزاز.
بدأ بالإعلان عن نيته استئناف الهجمات بعد استلامه للأسرى، بل وأعرب علنًا عن أنه لن ينفذ المرحلة الثالثة من الاتفاقية.
أظهر منذ البداية أن هدفه لم يكن إنقاذ الأسرى، بل تدمير غزة بالكامل. حيث قصف بشكل مكثف الملاجئ والأنفاق التي كان يُعتقد أن الأسرى موجودون بها.
وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل بعض الأسرى وإصابة البعض الآخر.
وبغض النظر عن النتائج، فإن الكيان المحتل قد خسر وهُزم واضطر إلى الخضوع لشروط المقاومة.
وحتى إذا استأنف هجماته بعد استلام الأسرى أو ألقى قنابل بأعداد أكبر مما استخدمه سابقًا، أو قتل أضعاف أعداد النساء والأطفال، أو حاول إعادة احتلال غزة... فإن ذلك لن ينقذه من الزوال.
كلما ازداد الظلم، اقترب الخراب والزوال.
ورغم كل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي يتلقاه من الولايات المتحدة ودول الغرب، لم يتمكن من إنقاذ الأسرى أو تحقيق أهدافه التي حددها.
ولا يمكنه الادعاء بأنه كان يفتقر إلى المال أو السلاح أو المعلومات الاستخباراتية، أو أن الأمم المتحدة أو المؤسسات الدولية عرقلته، أو أنه كان يفتقر إلى الدعم السياسي. بل على العكس، استخدم كل إمكانياته بأقصى درجات الوحشية والبربرية.
وفي المقابل، فإن المقاومة لم تكن تملك سوى إيمانها بالله وما تسمح به إمكانياتها البسيطة.
ورغم هذا التفاوت الهائل في القوى، هُزم الكيان المحتل واضطر إلى قبول شروط المقاومة.
لا تفسير لذلك إلا أن الظلم لا يدوم، وأن الله لا يحب الظالمين ولا ينصرهم.
أما من يؤمن بالله وينصر دينه، فإن الله يحبه وينصره.
ينبغي أن يستفيد الكيان المحتل وداعموه من دروس المقاومة في غزة، كما ينبغي أن تعتبر الشعوب المظلومة والمستضعفة في العالم من هذه التجربة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ سعد الله أيدن أن ملحمة غزة تعد من أعظم ملاحم التاريخ، حيث جسدت الإيمان والصبر والشجاعة في مواجهة قوى العالم العظمى، ودعا إلى توثيق هذا الصمود في الأدب والفن، مع ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية واتحاد الأمة الإسلامية لتحقيق النصر.
لفت الكاتب الأستاذ إسلام الغمري خلال مقالة له الانتباه إلى الأخلاق الإسلامية التي انتهجتها المقاومة في غزة خلال معركة طوفان الأقصى المباركة.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن احتفالات غزة بوقف إطلاق النار رغم الدمار تُظهر هزيمة الاحتلال الصهيوني، حيث اضطرت للتفاوض مع حماس، مشيرًا إلى أن سقوط حكومة نتنياهو قادم مع تصاعد الضغوط الدولية، كما يعبر عن أمله بزوال الظلم وبدء عهدٍ جديد من الفرح للمسلمين.